الفراغ داء يُمرض العقل وعلة تتعب الجسد، فالنفس البشرية فطرت على التفكير والحركة، ولا بد لها من فكرة وعمل يشغلانها، فإذا كانت فارغة من ذلك تبلد الفكر، ووهن العقل..
قرأت ذات ليلة مقولة للدكتور أحمد خالد توفيق بعد خبرة خمسة وثلاثين عاماً يقول فيها: «الحل الوحيد للمشاكل النفسية.. لا تكن عاطلاً، ولا تكن وحيداً»! وتذكرت أيضاً مقولة للدكتور الفذ غازي القصيبي -رحمه الله- «العمل لا يقتل مهما كان شاقاً وقاسياً، لكن الفراغ يقتل حتى أنبل ما في الإنسان».
ومن تلك اللحظة التي قرأت فيها تلك المقولة التي لم تبادر بالذهاب أبداً عن ذهني وأنا على ثقة مطلقة بأن الفراغ قد يكون فعلاً مدمراً لذات الإنسان.
وكل يوم يزداد يقيني وإيماني بأن الأيام الممتلئة هي نعمة للكائن البشري مهما كانت مليئة بالمهام المثقلة ومكتظة بالمسؤوليات المتعبة.
وبمقارنة سريعة لو قمت برؤية من حولك بل وحتى لو قمت برؤية نفسك كيف أنك في أيام العمل الأسبوعية وفي عزّ الانشغال والدراسة والعمل، كيف نتذمر من ازدحام وقتنا والتزاماتنا التي تلاحقنا والمهام التي يجب أن ننجزها ولو للحظة قمنا بالاستيعاب أنه لو كنا جالسين في المنزل لا نذهب لأعمالنا ولا لدراستنا ونعيش ما تبقى من يومنا في المنزل بلا هدف وبلا شغف يوقظنا ويجعلنا نخرج من ذلك الباب.. بالله كيف ستكون أيامنا؟
لا شيء يرهق عقل الإنسان وقلبه مثلما يفعل الفراغ لأنه يدعوه إلى التفكير في جميع صغائر الأمور إلى أكبرها، ويجعلنا نفكر بالمستقبل الذي لا نعلم سره وماذا يخبئ لنا، والماضي الذي ليس بإمكاننا العودة إليه لإصلاح الذي نوده، في هذه اللحظة يختلّ توازنُ تفكيرنا، وهو، بالطبع، سيؤدي إلى القلق الزائد وإلى الشعور بمرارة في القلب وثقل على ذلك العقل المسكين الذي ليس بإمكانه أن يستوعب كل تلك الأفكار في وقت واحد. أؤمن إيماناً تاماً بأن الفراغ قد يكون مدمراً لروح الإنسان للأسباب التي قد ذكرتها.. فاليوم الذي تعاني فيه بسبب كثرة انشغالك وزحام مهامك، خير من يوم تكتئب فيه بسبب فراغك.
دائماً ابق نفسك مشغولاً بأي شيء مهما كان صغيراً، ليس من الشرط أن تكون منشغلاً بأداء مهام خاصة بعملك، أو مهام خاصة بالدراسة.. من الممكن أن تبقي نفسك مشغولاً بجعل يومك يمتلئ بنشاطات قد تجعلك سعيداً مثل ممارسة الرياضة التي تحبها، المشي في هواء طلق، أن تلتقي بشخص تحبه وتشربا القهوة معاً، أن تقضي ساعات في المطبخ تحاول أن تتعلم خبز كعكة، مثلاً، وأن تنجح الوصفة وتسعد عائلتك ومن حولك بتذوقها.
ولكن من ناحية أخرى قد تبدو «فلسفية» قد تنتج من الوحدة والخلوة بالنفس لفترات (ليست طويلة) معان إيجابية قد تؤثر بشكل جيد على الفرد، كما قال فرانز كافكا: «العزلةُ طريقة للتعرف على أنفسنا».
من خلال الانفراد بالنفس لساعات معينة أو أيام قد يمكن لنا أن نكتشف الحياة ومن حولنا، والأهم من كل ذلك هو السؤال: من نحن؟ وماذا نريد حقاً؟ وما معنى وجودنا...؟!
ولكن نصيحتي أيها القارئ: لا تطل الوقت لكيلا تغرق في أفكارك!
كاتبة سعودية
renadidrees7@
قرأت ذات ليلة مقولة للدكتور أحمد خالد توفيق بعد خبرة خمسة وثلاثين عاماً يقول فيها: «الحل الوحيد للمشاكل النفسية.. لا تكن عاطلاً، ولا تكن وحيداً»! وتذكرت أيضاً مقولة للدكتور الفذ غازي القصيبي -رحمه الله- «العمل لا يقتل مهما كان شاقاً وقاسياً، لكن الفراغ يقتل حتى أنبل ما في الإنسان».
ومن تلك اللحظة التي قرأت فيها تلك المقولة التي لم تبادر بالذهاب أبداً عن ذهني وأنا على ثقة مطلقة بأن الفراغ قد يكون فعلاً مدمراً لذات الإنسان.
وكل يوم يزداد يقيني وإيماني بأن الأيام الممتلئة هي نعمة للكائن البشري مهما كانت مليئة بالمهام المثقلة ومكتظة بالمسؤوليات المتعبة.
وبمقارنة سريعة لو قمت برؤية من حولك بل وحتى لو قمت برؤية نفسك كيف أنك في أيام العمل الأسبوعية وفي عزّ الانشغال والدراسة والعمل، كيف نتذمر من ازدحام وقتنا والتزاماتنا التي تلاحقنا والمهام التي يجب أن ننجزها ولو للحظة قمنا بالاستيعاب أنه لو كنا جالسين في المنزل لا نذهب لأعمالنا ولا لدراستنا ونعيش ما تبقى من يومنا في المنزل بلا هدف وبلا شغف يوقظنا ويجعلنا نخرج من ذلك الباب.. بالله كيف ستكون أيامنا؟
لا شيء يرهق عقل الإنسان وقلبه مثلما يفعل الفراغ لأنه يدعوه إلى التفكير في جميع صغائر الأمور إلى أكبرها، ويجعلنا نفكر بالمستقبل الذي لا نعلم سره وماذا يخبئ لنا، والماضي الذي ليس بإمكاننا العودة إليه لإصلاح الذي نوده، في هذه اللحظة يختلّ توازنُ تفكيرنا، وهو، بالطبع، سيؤدي إلى القلق الزائد وإلى الشعور بمرارة في القلب وثقل على ذلك العقل المسكين الذي ليس بإمكانه أن يستوعب كل تلك الأفكار في وقت واحد. أؤمن إيماناً تاماً بأن الفراغ قد يكون مدمراً لروح الإنسان للأسباب التي قد ذكرتها.. فاليوم الذي تعاني فيه بسبب كثرة انشغالك وزحام مهامك، خير من يوم تكتئب فيه بسبب فراغك.
دائماً ابق نفسك مشغولاً بأي شيء مهما كان صغيراً، ليس من الشرط أن تكون منشغلاً بأداء مهام خاصة بعملك، أو مهام خاصة بالدراسة.. من الممكن أن تبقي نفسك مشغولاً بجعل يومك يمتلئ بنشاطات قد تجعلك سعيداً مثل ممارسة الرياضة التي تحبها، المشي في هواء طلق، أن تلتقي بشخص تحبه وتشربا القهوة معاً، أن تقضي ساعات في المطبخ تحاول أن تتعلم خبز كعكة، مثلاً، وأن تنجح الوصفة وتسعد عائلتك ومن حولك بتذوقها.
ولكن من ناحية أخرى قد تبدو «فلسفية» قد تنتج من الوحدة والخلوة بالنفس لفترات (ليست طويلة) معان إيجابية قد تؤثر بشكل جيد على الفرد، كما قال فرانز كافكا: «العزلةُ طريقة للتعرف على أنفسنا».
من خلال الانفراد بالنفس لساعات معينة أو أيام قد يمكن لنا أن نكتشف الحياة ومن حولنا، والأهم من كل ذلك هو السؤال: من نحن؟ وماذا نريد حقاً؟ وما معنى وجودنا...؟!
ولكن نصيحتي أيها القارئ: لا تطل الوقت لكيلا تغرق في أفكارك!
كاتبة سعودية
renadidrees7@